lundi 24 mars 2014

قضة خيالية

مؤامرة من داخل جماعة الرابعة ضد سلال؟! PDF طباعة إرسال إلى صديق
السبت, 22 مارس 2014 19:05
لم يمر وقت طويل حتى انضم إلى المجموعة عالم الاجتماع عبد الناصر جابو بدعوة من حسن واعلي الذي أصر أن يدفع كلفة الدورة الثانية من المشروبات، كان عبد الناصر جابو يرتدي سترة بنية وقميصا مربعا وبنطلونا ذا لون أزرق، ويحمل بين أصبعيه سيجارا راح يشعله كلما انطفأ.. تبادل عبد الناصر جابو مع مارتيناز وموريس كلمات مجاملة، وراح يحدثهم عن صداقته القديمة مع المراسلة السابقة لجريدة لوموند فلورونس بوجي، ثم سأله مارتيناز عن رأيه فيما أسماه بقضية سلال على إثر نقل قناة النهار لقولته “الشاوي حاشا رزق ربي” التي فجرت غضب الشاوية، قال عبد الناصر جابو “أنا لا أظن بحكم متابعتي لكل خرجات سلال منذ أن كان وزيرا، ثم وزيرا أول، ثم رئيس حملة بوتفليقة أن الشخص شرير، وأنه كان يقصد استفزاز الشاوية، فعبد المالك سلال شخص مرح، عفوي، غير عنصري أو جهوي، وهو يتميز بطريقته الخالية من كل التعقيدات في تعاطي السياسة، وفي نظري أن خطابه السياسي المرح قد حطم كل أشكال البروتوكولات الكلاسيكية التي سيطرت منذ سنوات على السلوك السياسي وعلى ثقافة الفاعلين السياسيين الذين يجهدون أنفسهم لأن يظهروا بأقنعة تتوسل ود الآخرين..” وقال محند ازيري مسائلا عالم الاجتماع عبد الناصر جابو “لكن اسمح لي أستاذ، أنه مهما كان المرح السياسي الذي يتميز به سلال، فإن خرجته كانت سقطة سياسية في نظري” فقال عبد الناصر جابو “أنا هنا لا أبرر ما قاله سلال، لكن لو قال ذلك لأول مرة لاعتقدنا أن الشخص كان يخفي فكرة ما، إلا أن الشخص منذ أن تعرف عليه الجزائريون كشخصية عمومية اتسم بهذا الأسلوب الشعبي، وقد يكون هذا الأسلوب صادما لمن لم يتعودوا على هذا الشكل الشعبي في توظيف الكلمات التي قد تبدو حادة وصادمة، إلا أننا نعلم أن عبد المالك سلال وهو المنحدر من أصول أمازيغية من غير الممكن أن يكون يحمل في طيات أفكاره الكراهية والاحتقار للشاوية أو لغيرهم.. وفي نظري أن ثمة عملية خفية راح أصحابها يقتنصون هفوات سلال العفوية لتوظيفها سياسيا وذلك من أجل تأليب الرأي العام عليه وبالتالي إقصائه من عملية السباق إلى الحكم، وقد يكون أصحاب هذا التخطيط من داخل مجموعة العهدة الرابعة الذي تكون قد أزعجتهم شعبيته في الأوساط الشعبية والتي بدأت تتحول إلى خطر يهددهم، ثم بالإضافة إلى تمتعه بتأييد خارجي وإلا كيف نفسّر مسارعة خصمه عبد العزيز بلخادم الذي طالما حلم بمنصب خلافة بوتفليقة في الانقضاض على هذه الهفوة لينذر سلال علنا ويسعى من وراء ذلك إلى كسب عطف الشاوية.. ونفس الأمر يمكن أن ينطبق على خصمه اللذود والرجل الأول في الأفلان عمار سعداني.. ثم كيف تم تسريب مداعبة غير رسمية بين سلال وصديقه الشاوي إلى قناة النهار التي في نظري تلعب دورا مشبوها وقذرا في اللعبة المعقدة والغامضة داخل مجموعة العهدة الرابعة التي دخلت فيما بينها في حالة سرية من الحرب الأهلية ضمن عملية الصراع على خلافة بوتفليقة..؟!” تدخل حسن واعلي “لكن ألا ترى أن هذه الهفوة التي سقط فيها سلال تكون استغلت بهذا الشكل لأن عبد المالك سلال محسوب على جناح الأجهزة الأمنية وأنه رجلهم بامتياز داخل مجموعة العهدة الرابعة؟!” أجاب عبد الناصر جابو وهو يجذب نفسا طويلا من سيكاره “أنا بصراحة لا أتصور أن عبد المالك سلالك هو رجل الاستعلامات بامتياز كما يشاع، وإنما هو في نظري رجل النظام إن شئنا ذلك” وأعتقد أن من ظل يراهن عليه على خلافته هو بوتفليقة نفسه، لأنه كان يثق فيه بشكل مطلق، ولقد تخلص بوتفليقة في لحظة من اللحظات، من أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم ليعبد أمامه الطريق، وكان ذلك عندما منحه منصب وزير أول، ودفع به لأن يتمرس على اللعبة السياسية في دورته المكوكية على مستوى التراب الوطني، وربما ليصبح مقبولا عند الجزائريين.. لكل مرض الرئيس بوتفليقة الذي تسارع منذ سنة فتح الشهية لعصبة تمكنت من توطيد أقدامها بشكل جذري داخل السرايا، وأصبحت هذه أو أطراف داخل هذه العصبة ترى بعين مغتاضة تصاعد نفوذ عبد المالك سلال، وربما يكمن خطأ عبد المالك سلال في عفويته وثقته في أطراف هذه العصبة التي راحت تتربص به لإسقاطه” لأن أطرافا داخل هذه اللعبة لم ترشح سلال الذي قد يصبح شاذلي آخر.. قال حسن واعلي “ماذا تقصد شاذلي آخر؟!” قال جابو “أقصد أن الشاذلي عندما خلف هواري بومدين كان يبدو ساذجا وضعيفا في نظر رجل المخابرات القوي آنذاك، وهو قاصدي مرباح، وفي نظر المتنافسين على الحكم مثل يحياوي وبوتفليقة، وكانوا يظنون أنه لن يكون سوى لعبة بين أيديهم، وأداة يحققون بها طموحاتهم، ثم يتخلون عنه في الوقت المناسب، إلا أن ما حدث مع الشاذلي بن جديد، كان مفاجأة كبرى للجميع.. فلقد تخلص من المنافسين وأصبح مع الوقت برغم مئات النكت التي كانت تنسج حول رجل الحكم القوي..” وهنا طرح مارتيناز سؤاله على جابو “في رأيك إلى أي مدى يمكن أن تتطور الأمور في ظل صعود الاحتجاجات والتذمرات المناوئة للعهدة الرابعة؟!” قال جابو “أظن أن تاريخ 17 أفريل يزداد بعدا عن الجماعة التي كانت تظن أن اللعبة قد حُسمت مسبقا.. وما رسالة زروال الأخيرة إلا إشارة مهمة أن ثمة سيناريوهات هي قيد الإعداد...”.
قصة خيالية سياسية بقلم: احميدة عياشي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire