samedi 22 mars 2014

القروض

مسير مؤسسة صناعة الأواني البلاستيكية عبد الغني ومربي الدواجن عبد الرزاق
القروض مكنتنا من شق طريقنا بنجاح وحولت مشاريعنا إلى حقيقة

ساهمت القروض التي تقدمها مؤسسات الدولة، على غرار الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، في توجيه الشباب إلى بعض المشاريع التي سرعان ما تحولت إلى مؤسسات ناجحة أخرجتهم من دوامة البطالة، وساعدت من ناحية أخرى على الدفع بعجلة التنمية، وهو ما يعكسه ما قام به عبد الغني بودرامة مستثمر في مجال الصناعة البلاستيكية وعبد الرزاق احمامدة مسير مؤسسة تغذية الأنعام اللذان التقتهما ”المساء” مؤخرا، حيث كانا يعرضان تجربتهما الناجحة بقصر المعارض للشباب الراغب في إنشاء مؤسسات مماثلة.
يحدثنا عبد الغني عن تجربته الناجحة في مجال الصناعة البلاستيكية، فيقول بأنه بدأ حياته المهنية بسوق دبي، حيث كان يعمل لدى محلات بيع المواد البلاستيكية، ولأن هذا النوع من الأنشطة كان يعرف انتعاشا، قرر أن يستثمر في هذا المجال، فقدم ملفه الذي حمل مشروع صناعة الأواني المنزلية من المواد البلاستيكية، وبعد قبوله دخل عالم الشغل بعد أن تمكن بمبلغ القرض من تأمين العتاد، ومنه شرع في صناعة وتسويق الأواني التي يصنعها، وأوجد لنفسه مكانا في السوق، فبعدما كان ينتج 5 أنواع فقط منها، تمكن خلال فترة وجيزة من صناعة 24 نوعا من الأواني ومكن غيره من الشباب من الظفر بفرصة عمل أيضا.
ومن جملة الصعوبات التي واجهته، الحصول على مادة بلاستيكية صافية خالية من الشوائب والميكروبات، حيث يؤكد أن المخابر التي تتولى مهمة تحليل المادة البلاستيكية غير موجودة في الجزائر، الأمر الذي يعرقل عملهم، حيث يضطرون إلى التنقل إلى تونس لتحليل المادة البلاستيكية، في انتظار أن يتحول مشروع مخبر في الجزائر إلى واقع.
النجاح الذي حققه بالأواني البلاستكية دفعه إلى توسيع نشاطه، حيث قرر الاستثمار في مجال الألعاب البلاستيكية، يقول: ”بعد أن رزقت بطفل وقصدت سوق الألعاب بولاية العلمة واطلعت على الألعاب البلاستيكية الموجودة، تساءلت بيني وبين نفسي، لم لا استثمر في مجال الألعاب البلاستيكية؟”، ويضيف موضحا: ”الخوف على طفلي من هذه الألعاب دفعني إلى صناعتها بنفسي لتجنب تلك المصنوعة من المواد البلاستيكية المسترجعة، وهو المشكل الكبير الذي تطرحه السوق اليوم، وما نسعى إلى تجنبه بالاعتماد على مادة أولية مختارة بعناية، كانت أول لعبة صنعتها عبارة عن قطار صغير قدمته لطفلي هدية”.
يشعر عبد الغني بفرحة كبيرة لأنه تمكن بقرض بسيط من شق طريقه بنجاح، ويناشد السلطات اليوم التسريع في بناء المخبر الذي يمكنه من تحليل المادة والاستثمار أكثر في مجال صناعة الأواني المنزلية على اختلاف أنواعها وأشكالها، لاسيما أنها مطلوبة في السوق، وتحديدا للأطفال في مجال التغذية أو الألعاب أو حفظ الأطعمة.
وإذا مكن القرض عبد الغني من الاستثمار في مجال الصناعة البلاستيكية، فإن عبد الرزاق، مربي الدواجن، هو الآخر كان لديه ما يقوله من خلال تجربته الناجحة في مجال تسيير مؤسسة لصناعة تغذية الأنعام، حيث ذكر أن حياته المهنية بدأت بتربية الدواجن، كونه لم يواجه مشكلة في مجال الشغل، غير أن احتكاكه بمهنته واطلاعه على خباياها ومشاكلها دفعه إلى التفكير في الحلول التي تطورها وتضع حدا لها، فما كان منه إلا أن فكر في إنشاء مؤسسة لصناعة غذاء الدواجن، وبحكم اطلاعه على ما تؤمنه مؤسسات الدولة من خدمات قرضية، عرض ملفه على الجهات المعنية وحصل على قرض تمكن بواسطته من إنشاء مؤسسة مصغرة بدأت بإنشاء غذاء الدواجن. لم يكتف المربي بهذا الحد، إنما وسع مجال نشاطه، حيث ينتج اليوم العديد من أصناف الأغذية لجميع أنواع الحيوانات التي يتم تربيتها، ويفكر في توسيع مشروعه بعد أن حقق الاكتفاء الذاتي من خلال تزويد السوق بما تحتاج إليه من غذاء للأنعام.
النجاح الذي حققه مربي الدواجن عبد الرزاق مكنه من توظيف يد عاملة ودفعه إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك بتفكيره، حيث يأمل في الدخول في مشروع جديد يتعلق بإنشاء مذبح على مستوى ولاية قالمة، بعد الحصول على قرض، وبحكم تدعيم الوكالة الوطنية كل راغب في الاستثمار وبوجود الرغبة والإرادة في العمل، فإن النجاح ـ يقول المربي عبد الرزاق ـ يصبح حقيقة ممكنة.
رشيدة بلال

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire