تجمع المقاطعين بقاعة حرشة.. كوكتال سياسي ضد الرابعة |
الجمعة, 21 مارس 2014 19:54 |
نجحت
تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية المقبلة، أمس، في
حشد أنصارها لملء قاعة “حرشة حسان”، والمرافعة لطرحها الرافض المشاركة في
انتخابات 17 أفريل
بأي شكل من الأشكال والتأكيد على عدم شرعيتها. وإلى جانب أعضاء التنسيقية،
كان في الصفوف الأولى الحقوقي علي يحيى عبد النور والرئيس السابق لحزب
الأرسيدي سعيد سعدي. كما حضر الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ
المحلة، علي بلحاج، الذي كان مرفقا بعدد كبير من أنصار حزبه المحل.
جمعت
قاعة “حرشة”، بالعاصمة، ظهر أمس، مختلف الحساسيات الوطنية المتمسكة بخيار
“المقاطعة”، ورفض إجراء الاستحقاق الرئاسي الذي ستنطلق حملته الانتخابية،
غدا، حيث نجحت هذه الأحزاب والشخصيات ذات التوجهات الإيديولوجية المختلفة
في جمع أنصارها بقوة بعد الجهد الكبير الذي بذلته للحصول على ترخيص هذا
التجمع من المصالح الإدارية. كما انضم إلى التجمع عدد كبير من أنصار الجبهة
الإسلامية للإنقاذ المحلة، يتقدمهم علي بلحاج، الذي استغرب الحضور تنقله
بتلك الحرية وحضور تجمع سياسي دون أن يتم توقيفه من قبل الشرطة كالعادة،
فيما ذهب البعض لتفسير خطوة أنصار الجبهة -الذين كانوا يحملون شعارات تحيل
إلى زمن التسعينيات- بمحاولة تفنيد ما أشيع، مؤخرا، عن وجود اتفاقات
ولقاءات تكون قد جمعت المترشح علي بن فليس بوجوه قيادية في الفيس المحل.
وإلى جانب هؤلاء، غصّت القاعة بوجوه شابة تحمل لافتات مكتوبة بالأمازيغية،
ورددوا بعض الأناشيد المعروفة في التجمعات والاحتجاجات التي ينظمها أنصار
الحركة الأمازيغية في الجزائر. وككل التجمعات التي تنظم بالعاصمة هذه
الأيام، حضر تجمع قاعة حرشة عدد كبير من عائلات المفقودين الذين كانوا
يحملون لافتات وهتافات تخص قضيتهم.
أعضاء
تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية المقبلة، اتفقوا،
أمس، على أن الانتخابات ستكون مزورة ومن الضروري الاتجاه نحو ندوة وطنية
تؤسس إلى مرحلة جديدة في الجزائر، حيث أكد رئيس حزب جيل جديد والمترشح
المنسحب، جيلالي سفيان، في كلمته، على رمزية التجمع الذي يبرز “الانتماءات
الفكرية والعقائدية لأعضاء التنسيقية، التي تتفق اليوم على معارضة النظام
الفاسد من أجل جزائر الأمل والديمقراطية”، منتقدا من وصفهم بـ “زمرة” أصبحت
“تتعامل مع الشعب باستهتار ودون أدنى احترام”، مضيفا أن “هؤلاء مستعدون
لإهداء الجزائر للأجانب من أجل مصالحهم الضيقة”، منتقدا بشدة عودة بلخادم
وأويحيى هذه الأيام إلى الواجهة السياسية، معتبرا أن “السلطة تستعين مجددا
بمهندسي الفشل على مدار 15 سنة من أمثالهما”، لذلك -حسبه- يجب “أن يزول كل
النظام بكل وجوهه ونعوضه بنظام مبني على التوافق والديمقراطية”.
محسن
بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وصف اللقاء بـ “نقطة
انطلاق لم تحدث سابقا في الجزائر”، مرجعا ذلك إلى “التعددية الحقيقية، التي
تجمع هؤلاء الجزائريين الذين رغم توجهاتهم المختلفة لكن يجيدون التحاور
للوصول إلى حل يخلص البلد من البقاء رهينة للوضع السياسي الراهن”، الذي
-حسب بلعباس- “سينتهي بالجزائر إلى الهلاك”، مؤكدا أن “التصويت في الوقت
الحالي رهن لمستقبل البلد وخيانة له”، واصفا الانتخابات بـ “الفخ”، ويجب
قطع الطريق عليه بـ “المقاطعة الجماعية، لأن التغيير لا يعطى وإنما
يُنتزع”. ولصالح التوجه نفسه الذي جمع أعضاء التنسيقية، رافع محمد ذويبي،
رئيس حركة النهضة، مؤكدا بأن خيار المقاطعة هو قول “لا للفساد السياسي
المبني على التزوير للبقاء في السلطة، وهو أيضا قول لا لنهب المال العام،
لا للفساد الإداري، لا للبيروقراطية والرداءة...”، مضيفا “لقد رفضنا أن
نزكي هذه الانتخابات كي لا تكون مشاركتنا شهادة زور”، مؤكدا أن برنامج
المقاطعة لن يتوقف عند تجمع قاعة حرشة “لقد قررنا أن نواصل العمل حتى تنتهي
أساليب التزوير وتعود الكلمة للشعب”، والهدف حسب ذويبي “اجتماعنا اليوم
يعبر عن عمق الطبقة السياسية وهو مشروع سياسي وطني للمستقبل بدايته دستور
توافقي يحفظ الثوابت الوطنية”، وهو ما ذهب اليه رئيس جبهة العدالة
والتنمية، عبد الله جاب الله، الذي لخص “أزمة الجزائر” في نقطتين الأولى
“النخبة الحاكمة التي تفتقر إلى نظرة حول مستقبل البلد والسياسات التي يجب
الاعتماد عليها”، أما النقطة الثانية في “فساد البنية القانونية بدءا من
الدستور وانتهاء إلى كل المنظومة القانونية” التي حسبه تتضمن الكثير من
الثغرات، وأهم مشاكلها “غياب آليات ومؤسسات الرقابة”. هذا ودعا جاب الله،
الشعب لـ “الثورة على هذا النظام الذي يبدد ثروته ويعتدي على سيادته”، لكن
أكد على أن هذه الثورة “يجب أن تكون سلمية”.
من
جهته، رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أثناء كلمته، أكد على أن
“الجزائر في خطر”، بسبب حكمها من “قبل مجموعة فاقدة لثقافة الدولة وتهدد
الجزائر في وحدتها واقتصادها...”، مؤكدا أن هؤلاء “صادروا إرادة الشعب
وزرعوا التفرقة”، مضيفا “لكل حزب منا برنامجه وثقافته واتفقنا من أجل مصلحة
الجزائر ووقف التزوير”، كما دعا الحضور إلى ضرورة التحسيس للمقاطعة بالعمل
الجواري”.
رئيس
الحكومة السابق والمترشح المنسحب، أحمد بن بيتور، الذي كان آخر المتدخلين،
بعد قرعة أجراها أعضاء التنسيقية لهذا الغرض ولتتم الأمور في جو ديمقراطي،
أهدى “أحرار الشاوية” نشيد “من جبالنا” بصوته، كما لم يغفل الاشارة إلى ما
يحدث بـ “الجنوب الجزائري”، فيما قال بخصوص تجمع قاعة حرشة “هذا التواجد
القوي يشجعنا ويبرهن على أننا نسير في الطريق الصحيح لانقاذ الجزائر”،
مضيفا أن هذا اليوم “21 مارس، يوم هام في تاريخ جزائر ما بعد الاستقلال”،
مخاطبا الحضور “إنكم تكتبون ورقة من ذهب في تاريخ البلد، نحو التعددية
والتحول الديمقراطي”، وهذا حسبه يهيئ لأنه “أمامنا في المرحلة المقبلة ندوة
وطنية تؤسس لجزائر مختلفة مفتوحة على العولمة ومتجذرة في قيمنا”.
زهور شنوف
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire