بسم الله الرحمن الرحيم .والصلاة والسلام على سيدنا محمد.
فدع الصبا فلقد عداك زمانه ** وازهد فعمرك مر منه الأطيب
ذهب الشباب فما له من عودة ** وأتى المشيب فأين منه المهرب
دع عنك ما قد كان في زمن الصبا ** واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب
واذكر مناقشة الحساب فإنه ** لابد يحصي ما جنيت ويكتب
لم ينسه الملكانِ حين نسيته ** بل أثبتاه وأنت لاه تلعب
والروح فيك وديعة أودعتها ** ستردها بالرغم منك وتسلب
وغرور دنياك التي تسعى لها ** دار حقيقتها متاع يذهب
والليل فاعلم والنهار كلاهما ** أنفاسنا فيها تعد وتحسب
وجميع ما خلفته وجمعته ** حقا يقينا بعد موتك ينهب
تبا لدار لا يدوم نعيمها ** ومشيدها عما قليل يخرب
فاسمع هديت نصيحة ** بر نصوح للأنام مجرب
صحب الزمان وأهله مستبصرا ** ورأى الأمور بما تؤوب وتعقب
لا تأمن الدهر الخؤون فإنه ** ما زال قدما للرِجال
يؤدب وعواقب الأيام في غصاتها ** مضض يذل له الأعز الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمها تفز ** إن التقي هو البهي الأهيب
واعمل بطاعته تنل منه الرِضا ** إن المطيع له لديه مقرب
واقنع ففي بعض القناعة راحة ** واليأس مما فات فهو المطلب
فإذا طمعت كسيت ثوب مذلة ** فلقد كسي ثوب المذلة أشعب
وابدأْ عدوك بالتحية ولتكن ** منه زمانك خائفا تترقب
واحذره إن لاقيته متبسما ** فالليث يبدو نابه إذ يغضب
إن العدو وإن تقادم عهده ** فالحقد باق في الصدورِ مغيب
وإذا الصديق لقيته متملقا ** فهو العدو وحقه يتجنب
لا خير في ود امريء متملق ** حلو اللسانِ وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثق ** وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسانِ حلاوة ** ويروغ منك كما يروغ الثعلب
وصلِ الكرام وإن رموك بجفوة ** فالصفح عنهم بالتجاوزِ أصوب
واختر قرينك واصطنعه تفاخرا ** إن القرين إلى المقارنِ ينسب
إن الغني من الرجال مكرم ** وتراه يرجى ما لديه ويرهب
ويبش بالترحيب عند قدومه ** ويقام عند سلامه ويقرب
والفقر شين للرجال فإنه ** حقا يهون به الشريف الأنسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم ** بتذلل واسمح لهم إن أذنبوا
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا ** إن الكذوب يشين حرا يصحب
وزنِ الكلام إذا نطقت ولا تكن ** ثرثار في كل ناد تخطب
واحفظ لسانك واحترز من لفظه ** فالمرء يسلم باللسانِ ويعطـب
والسر فاكتمه ولا تنطق به ** إن الزجاجة كسرها لا يشعب
وكذاك سر المرء إن لم يطوه ** نشرته ألسنة تزيد وتكذب
لا تحرِصن فالحرص ليس بزائد ** في الرزقِ بل يشقى الحريص ويتعب
ويظل ملهوفا يروم تحيلا ** والرِزق ليس بحيلة يستجلب
كم عاجز في الناس يأتي رزقه ** رغدا ويحرم كيس ويخيب
وارع الأمانة ، والخيانة فاجتنب ** واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب
وإذا أصابك نكبة فاصبر لها ** من ذا رأيت مسلما لا ينكب
وإذا رميت من الزمانِ بريبة ** أو نالك الأمر الأشق الأصعب
فاضرع لربك إنه أدنى لمن ** يدعوهُ من حبلِ الوريد وأقرب
كن ما استطعت عن الأنام بمعزِل ** إن الكثير من الورى لا يصحب
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه ** يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واحذر من المظلوم سهما صائبا ** واعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رأيت الرزق عز ببلدة ** وخشيت فيها أن يضيق المذهب
فارحل فأرض الله واسعة الفضا ** طولا وعرضا شرقها والمغرِب
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي ** فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
فدع الصبا فلقد عداك زمانه ** وازهد فعمرك مر منه الأطيب
ذهب الشباب فما له من عودة ** وأتى المشيب فأين منه المهرب
دع عنك ما قد كان في زمن الصبا ** واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب
واذكر مناقشة الحساب فإنه ** لابد يحصي ما جنيت ويكتب
لم ينسه الملكانِ حين نسيته ** بل أثبتاه وأنت لاه تلعب
والروح فيك وديعة أودعتها ** ستردها بالرغم منك وتسلب
وغرور دنياك التي تسعى لها ** دار حقيقتها متاع يذهب
والليل فاعلم والنهار كلاهما ** أنفاسنا فيها تعد وتحسب
وجميع ما خلفته وجمعته ** حقا يقينا بعد موتك ينهب
تبا لدار لا يدوم نعيمها ** ومشيدها عما قليل يخرب
فاسمع هديت نصيحة ** بر نصوح للأنام مجرب
صحب الزمان وأهله مستبصرا ** ورأى الأمور بما تؤوب وتعقب
لا تأمن الدهر الخؤون فإنه ** ما زال قدما للرِجال
يؤدب وعواقب الأيام في غصاتها ** مضض يذل له الأعز الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمها تفز ** إن التقي هو البهي الأهيب
واعمل بطاعته تنل منه الرِضا ** إن المطيع له لديه مقرب
واقنع ففي بعض القناعة راحة ** واليأس مما فات فهو المطلب
فإذا طمعت كسيت ثوب مذلة ** فلقد كسي ثوب المذلة أشعب
وابدأْ عدوك بالتحية ولتكن ** منه زمانك خائفا تترقب
واحذره إن لاقيته متبسما ** فالليث يبدو نابه إذ يغضب
إن العدو وإن تقادم عهده ** فالحقد باق في الصدورِ مغيب
وإذا الصديق لقيته متملقا ** فهو العدو وحقه يتجنب
لا خير في ود امريء متملق ** حلو اللسانِ وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثق ** وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسانِ حلاوة ** ويروغ منك كما يروغ الثعلب
وصلِ الكرام وإن رموك بجفوة ** فالصفح عنهم بالتجاوزِ أصوب
واختر قرينك واصطنعه تفاخرا ** إن القرين إلى المقارنِ ينسب
إن الغني من الرجال مكرم ** وتراه يرجى ما لديه ويرهب
ويبش بالترحيب عند قدومه ** ويقام عند سلامه ويقرب
والفقر شين للرجال فإنه ** حقا يهون به الشريف الأنسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم ** بتذلل واسمح لهم إن أذنبوا
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا ** إن الكذوب يشين حرا يصحب
وزنِ الكلام إذا نطقت ولا تكن ** ثرثار في كل ناد تخطب
واحفظ لسانك واحترز من لفظه ** فالمرء يسلم باللسانِ ويعطـب
والسر فاكتمه ولا تنطق به ** إن الزجاجة كسرها لا يشعب
وكذاك سر المرء إن لم يطوه ** نشرته ألسنة تزيد وتكذب
لا تحرِصن فالحرص ليس بزائد ** في الرزقِ بل يشقى الحريص ويتعب
ويظل ملهوفا يروم تحيلا ** والرِزق ليس بحيلة يستجلب
كم عاجز في الناس يأتي رزقه ** رغدا ويحرم كيس ويخيب
وارع الأمانة ، والخيانة فاجتنب ** واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب
وإذا أصابك نكبة فاصبر لها ** من ذا رأيت مسلما لا ينكب
وإذا رميت من الزمانِ بريبة ** أو نالك الأمر الأشق الأصعب
فاضرع لربك إنه أدنى لمن ** يدعوهُ من حبلِ الوريد وأقرب
كن ما استطعت عن الأنام بمعزِل ** إن الكثير من الورى لا يصحب
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه ** يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واحذر من المظلوم سهما صائبا ** واعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رأيت الرزق عز ببلدة ** وخشيت فيها أن يضيق المذهب
فارحل فأرض الله واسعة الفضا ** طولا وعرضا شرقها والمغرِب
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي ** فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire